الثلاثاء الرابع بعد عيد ارتفاع الصليب «الرسالة

 

 

رسالة اليوم (رؤ 18/ 1-8)

 

 

 رَأَيْتُ مَلاكًا آخَرَ نَازِلاً مِنَ ٱلسَّمَاء، لَهُ سُلْطَانٌ عَظِيم، فَٱسْتَنَارَتِ ٱلأَرْضُ مِنْ مَجْدِهِ. ونَادَى بِصَوْتٍ قَوِيٍّ يَقُول: «سَقَطَتْ، سَقَطَتْ بَابِلُ ٱلعَظِيمَة، وصَارَتْ مَسْكِنًا لِلشَّياطِين، ومَأْوًى لِكُلِّ رُوحٍ نَجِس، ومَأْوًى لِكُلِّ طَائِرٍ نَجِسٍ وبَغِيض؛ لأَنَّهَا سَقَتْ جَمِيعَ ٱلأُمَمِ مِنْ سُخْطِ فُجُورِهَا، وزَنَى مَعَهَا مُلُوكُ ٱلأَرْض، وٱغْتَنَى تُجَّارُ ٱلأَرضِ مِنْ فَرْطِ تَرَفِهَا».


وسَمِعْتُ صَوْتًا آخَرَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ يَقُول: «أُخْرُجُوا مِنْهَا، يَا شَعْبِي، لِئَلاَّ تُشَارِكُوهَا في خَطَايَاها، وتَنَالُوا مِنْ ضَرَبَاتِهَا. لأَنَّ خَطَايَاها تَراكَمَتْ إِلى ٱلسَّمَاء، وتَذَكَّرَ ٱللهُ مَظَالِمَهَا. جَازُوهَا كَمَا جَازَتْكُم هِيَ نَفْسُهَا، وضَاعِفُوا لَهَا أَضْعَافًا وَفْقَ أَعْمَالِهَا. وٱسْكُبُوا لَهَا ضِعْفًا في الكَأْسِ الَّتِي سَكَبَتْهَا.


وَبِمِقْدَارِ مَا مَجَّدَتْ نَفْسَهَا وتَرِفَتْ أَنْزِلُوا بِهَا عَذَابًا ونَوْحًا، لأَنَّهَا تَقُولُ في قَلْبِهَا: إِنِّي جَالِسَةٌ مَلِكَة، ولَسْتُ بِأَرْمَلَة، ولَنْ أَرَى ٱلنَّوْحَ أَبَدًا. لِذلِكَ سَتَأْتِي ضَرَبَاتُهَا في يَوْمٍ وَاحِد، مَوْتٌ ونَوْحٌ وجُوع، وتُحْرَقُ بِٱلنَّار، لأَنَّ ٱللهَ ديَّانَهَا رَبٌّ قَدِير!